الأديبة والناقدة / أماني محمد صالح : الشباب قيمة جمال في السرديات اقتحموا زمن الحرب والثورة
حوار مع الكاتبة والناقدة .
أماني محمد صالح،
حاورها … الأستاذ والناقد/ هيثم الطيب
المشهد قبل الحرب ندوة عن الفراغ العريض في الخرطوم
١/ ما هو رأيك في المشهد الثقافي السوداني قبل الحرب ، وماذا فعلت الحرب من محاصرة له على ضوء مشاركاتك مؤخراً في منتديات بالقاهرة..؟
المشهد الثقافي قبل الحرب خاصة بعد ثورة ديسمبر نعتبرها فترة عودة الحياة للمشهد الثقافي بعد حالة الجمود والكبت التي صاحبت عهد البشير
فقد نشط الحراك الثقافي بصورة ملحوظة في مجال المسرح والسينما والدراما خاصة في رمضان بمسلسلات تناقش الحالة الاجتماعية بشفافية وجراة رغم ما بها من الهنات الا انها تجارب حركت العمل الدرامي فالإبداع يزهر في وجود الحريات فقد كانت فترة للإبداع والتشجيع على إنتاج الأعمال و نفض الغبار على القديم أستعداداً للمرحلة تومن بالعمل الثقافي وأهميته
و في مجال الكتب والرواية فقد شهدت حركة ثقافية جيدة من تدشين الكتب والمعارض الفعاليات الثقافية التي ازدهرت في هذه الفترة ..
و أسفيريا نشطت المواقع ا الأدبية التي تناقش الكتب والروايات وتقيم الندوات وأشهرها منتدي الرواية التي أسسها الأستاذ محمد خير حامد
اما عن سؤالك ماذا فعلت الحرب حالها كحال الحياة في السودان تعطلت الحركة الثقافية توقفت الصحف التي كانت تصدر سواء ورقية وغيرها كمثال فقد توقف إصدار ملفي الثقافي( مدارات تيارات) نسبة لسوء شبكة الإنترنت في السودان..
اما عن القاهرة والحراك الثقافي فيه فقد وجد نشاطاً ملحوظا و أستعادت روحها في القاهرة فقد شهدت القاهرة فعاليات في مختلف المجالات الثقافية من مسرح سينما ندوات ثقافية سياسية فالحقيقة أن القاهرة فرصة لكل مبدع مثقف للممارسة العمل الثقافي.
لابد لنا في هذه السانحة أن نشكر الاساتذة و المثقفيين المصرييين واحتوائهم للفعاليات السودانية ممثلة في الأستاذة أسماء الحسيني نائب رئيس جريدة الاهرام المتخصصة في الشئون الإفريقية التي تدعم الحراك الثقافي السوداني بشدة والدكتور حسام عقل رئيس ملتقي السرد العربي إتاحة الفرصة للسودانيين لإقامة فعاليات في ملتقي السرد العربي كذلك المنتدي المصري حقيقة كانوا لهم دور بارز في دعم الحراك الثقافي السوداني.
أيضا شهدت فترة الحرب إنتاج العديد من الكتب الروايات التي تتحدث عن الحرب وتصف المعاناة والنزوح والتشرد في قالب قصصي روائي
2/ النقد الأدبي وأنت من المشاركات دائما في تقديم الأصوات الجديدة أدبياً ،كيف هي الصورة..؟
النقد موازي للنص ويتيح فهم أعماق النص الأدبي و أبعاده المختلفة والقضية التي يتم مناقشتها بأسلوب أدبي مشوق وجازب فهو ليس إبداء رأي شخصي بل هي عملية تستند على أسس نقدية تشمل النص بعتباته من الغلاف والعنوان وكل عتباته التي تسهم في تقييم العمل الأدبي.
بما أن النقد مرتبط بالمنتوج الأدبي والروائي من الطبيعي أن يكون له تواجد ثقافي متزمنا مع الإنتاج الغزير من الأعمال بعد الثورة حتى بعد الحرب بدأ الإنتاج الأدبي يظهر بوضوح لوصف المشهد الماساوي للحرب حتى الغير مقتنعي بالكتابة عن الحرب وهي مازالت مستمرة سوف يغيروا آرائهم عندما يشاهدون الإنتاج الغزير الذي صاحب هذا الفترة حتي الآن وصلتني تلاث روايات عن الحرب إلى جانب القصص والحكايات فالصورة مبشرة بإنتاج أدبي غزيرفالمعاناة توّلد الإبداع وسوف نري أقلام جديدة مبدعة بعد الحرب
٣/ كمشهد سردي ، كيف يمكن طرح أدب الحرب إن جازت التسمية..؟
كمشهد سردي تشهد هذه الفترة سرديات مختلفة وقد تندرج كلها تحت مسمي أدب الحرب الكثيرين سوف يوثقوا عن تجربتهم في الحرب وهذا بدوره سوف يطرح العديد من القصص والحكايات التي تطرح في شكل سرديات مختلفة كل حسب أسلوبه سواء عن طريق الرواية او الحكي او القصة المكتوبة او المسموعة المرئية كل يريد أن يعبر ويوثق عن تجربته مع الحرب وقد يكون سبباً لظهور كُتّاب يتم اكتشافهم بعد الحرب المشهد السردي ملئ بالمعاناة والألم التي سوف تترجم إلي أعمال أدبية روائية فيها التى تعبر عن تجربة الكاتب الخاصة عبارة عن حكايات وقصص و فيها الرواية التى تكتب حسب المعايير المعروفة لكتابة الرواية والقصة والتي ممكن أن يخُرج لنا أدباء و شعراء يتم اكتشافهم من خلال هذه السرديات المختلفة.
٤/ ماذا ينقص جيلنا الحالي ليحقق قيمة كبيرة في مجال الكتابة السردية عربيا..؟
الجيل الحالي فيهم من لهم بصمته في الكتابة وأثبت وجوده له رؤيته في الكتابة ويستطيع أن ينافس على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ إبراهيم الإعيسر له لونية مختلفة وجميلة في الكتابة باسلوبي فلسفي أدبي جميل وكذلك الأستاذ زياد مبارك صاحب دار العندليب للنشر وغيرهم من الشباب الذين أثبتوا وجودهم
لكن مع المنتوح الأدبي الغزير ما بعد الثورة و الذي سوف نشهد منه المزيد بعد الحرب الشاهد أن الساحة الثقافية مليئة بالانتاج الأدبي الذي تنقصه
اللغة الجيدة وهي من الأدوات الأساسية للكتابة حتى يتمكن من التعبير عن أفكاره وقضايا بصورة أدبية جميلة وكذلك عدم الإلمام بتصنيف ما يكتبه نظرا للتهافت على الشهرة والتواجد في الساحة الثقافية
سالتُ أحد الكُتّاب وأنا اناقشه في نوع الكتابة التي أرسلها لي فقلت له هذه لا تصنف رواية فقال بكل ثقة ليست هنالك معايير للرواية والقصة والسرديأت المختلفة كلها وأحد وأصر على رأيه مثل هذه النمازج يجب عليه الإلمام بالكتابة وأنواعها وكيف يكتب حتى يكون هنالك جيل ينافس ويكتب باحترافية و بالطبع البقاء للأفضل والمميز…
٥/ نحن بحاجة إلى إعادة اكتشاف بعضنا البعض كسودانيين من وجهة نظر ثقافية ما قولك..؟
نحن بحاجة إلى اكتشاف بعضنا البعض كالسودانيين كمجتمع متعدد الثقافات والإثنيات والعادات والتقاليد بحاجة إلى إدارة هذه التنوع الذي يشكل المشهد السوداني بالتالي الثقافي هذا الأكتشاف والأدارة الواعية لهذه التنوع القبلي والثقافي بمثابه إعادة اكتشاف للهوية الثقافية المتنوعة ازمتنا الأساسية في السودان الفشل في إدارة هذه التنوع وتقبل الآخر الإختلاف الذي تعتبره الشعوب ميزة من المميزات تطور الشعوب وتفردها لكن في السودان يشكل سبب الصراعات و الحروب علينا كالسودانيين فهم اختلافاتنا وتوجيها من أجل بناء وطن متعافي من الصراعات الإجتماعية القبلية والسياسية
٦/ يا ترى ماذا حدث للفعل الثقافي السوداني بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٨ هل كان بحجم الأحلام..؟
كل ماحدث بعد ثورة ديسمبر لم يكن بحجم أحلام السودانيين والتي أنتهيت بهذه الحرب اللعينة الفعل الثقافي بعد الثورة عادت لها الحياة والأحلام كانت تمضي متفائلة بتعويض ما فاتها خلال عهد البشير. لكن حدث ما حدث وأنتحرت كل الأحلام الثقافية مثلها مثل كل الأحلام التي تمنها الشعب السوداني لكن تظل الأحلام باقية أملنا في وطن نحقق فيه كل الأحلام
٧/ يصف البعض التدفق السردي الكبير الذي حدث في السنوات الأخيرة بأنه حدث إيجابي وآخر يقول بأن له تأثيرات سلبية من حيث الجودة العالية..ماقولك..؟
بالطبع هو حدث أيجابي فهذا التدفق السردي من المؤكد سوف ينتج أقلام جيدة وآخري دون المستوي لا ننكر أن هذا الانفجار السردي جعل الكثيرين يخوضوا التجربة دون مراعاة الأسس والمعايير السردية وهذا ما نتج عنه تجارب دون المستوي لكنها تجارب قد تثقل بالدراسة والتركيز على تجنب الأخطاء التي وردت في التجربة الأولي ميزة هذا التدفق انه يتيح إكتشاف مبدعين وأدباء لهم مستقبل في العمل السردي فعلينا التشجيع والتوجيه في النهاية القارئ ذكي ويستطيع أن يميز الجيد وما دون المستوي
٨/ جزء من العملية الإبداعية عندنا في بلادنا لم يصل إليها الإعلام أو النشر أو التعريف بها، كيف نضع حلولا حقيقية لذلك..؟
هي مشكلة حقيقية قد تكون لأسباب تخص المبدع نفسه لانه لا يفصح عن عمله لا يعّرف به بغض النظر عن تكاليف النشر التي تكون مرهقة لدي الكثيرين نحن في زمن الفضاء المفتوح ممكن للمبدع الترويج لنفسه وللإنتاجه عبر وسائط الانترنت لكن هذا لا ينفي أن هنالك مشكلة حقيقية تقابل المبدع الحلول الحقيقية يجب أن تأتي من الدولة ممثلة في وزارتها تفتح فرص للمبدعين ليصل انتاجهم الأدبي للجمهور وكذلك دور النشر تسهل عليه عملية النشر والتعريف بهم تسهيل هذه الإجراءات تشجع لكل من لدية إبداع اسير الادراج أن يري النور
فيجب ان تتبني الدولة الإبداع والمبدعيين وتفتح لهم الأبواب إلى جانب دور الإعلام في التعريف بهم والاحتفاء بهم
٩/ لك مع تجربة اندريا بودكاست حكايات كثيرة ،حدثينا عنها..؟
أندريا بودكاست أكتمل به شغفي في قراءة الكتب والروايات وتحليلها اعتبرها تجربة مثمرة ومفيدة بنسبة لي بمعية الأصدقاء والزملاء رقية يونس وأحمد صالح فقد واجهنا الكثير من التحديات لإخراج الحلقات بهذه الصورة ناقشنا خلالها ثلاثين كتابا في مختلف المجالات استضفينا ضيوف في مختلف التخصصات فقد ناقشنا كتب وروايات في الأدب والسياسية والاجتماع والدين والبيئة والبيطرة الفن و الموسيقي والدراما وافردنا حلقات مميزةل( أكتوبر الوردي) للتوعية بسرطان الثدي ناقشنا الكثير من القضايا التي تعتبر تابوهات و الحمدلله كللنا جهدنا بتكريمنا بأفضل برنامح على الميديا من مجموعة قلوب لكم الثقافية بعد تلات شهور من بدأ البرنامج وكانت أخر حلقة قبل الحرب بتلات أيام وشكري تقديري عبر هذا اللقاء لاسرتي الثانية أسرة شركة هوم كوم الهندسية فقد سمحوا لي ببث الحلقات من مكاتب الشركة…
المشهد بعد الحرب في القاهرة. الحراك الثقافي
صالون وادي النيل ملتقي السرد العربي الدائم بالقاهرة