قصاصات نثرية
رقية طه المغربي… السودان
قبل أن يفاجئني النهار
كنت قد أغلقت النوافذ المشرعة على غيابك
واستلقيت فوق سرير الذاكرة ,
حاولت ما استطعت أخذ قسطٍ من النسيان ,
باغتتني الأحلام العابرة , فاستسلمت لها .
ثمة أحلام تعبرنا دون أن نعي أنها تعبرنا حقيقة ,
و أخرى نعبرها حتى الرمق الأخير للحلم من دون أن تتحقق ,
وما بين هذه وتلك ,
ثمة ( أنا).
بعد أن فاجئني النهار:
غريب كيف تستعصي على الحضور
وعلى الغياب معاً ؟؟؟
فتحت عيناي على خيوط من الضوء تغزو النوافذ
وإذا بالليل قد ولى من قبل أن ننعم بالحلم ,
وإذ بي أفاجأ بالنهار .
فاعتراني الضجر ,
وتناولتني الأحزان كفنجان قهوة صباحية ,
فارتديت وجهي المبلل بالخذلان
….. وخرجت .
تركت من خلفي سرير بارد ,
وبعض ما تبقى مما كان حلما ً ,
وشيء من الضوء يعبر النافذة .
ما بين خروجي ودخول الضوء:
قد يحدث أن نكره الضوء ,
ونكره أن نفيق على صوت الجدران الشاحبة
وأن نتناول الأحزان بحكم العادة ,
ثم نكره هروب الحلم
, كلما عبر الضوء من خلال نافذة