امرأة مختلفة محمود خالد
لطالما راودني ذلك الشعور الغريب، مزيجٌ مربك من الألفة والدهشة، وكأنني وجدت شيئًا كنت أبحث عنه دون أن أدري.
كانت هناك… امرأة مختلفة، ليست كغيرها. ذكيةٌ بطريقة آسرة، جميلةٌ دون تكلف، تحمل وعيًا يجعل الحديث معها أشبه برحلةٍ في عوالم الفكر والروح. لم يكن حضورها عاديًا، ولم يكن تأثيرها عابرًا، لكنها كانت بعيدة… قريبةٌ بما يكفي لأشعر بها، وبعيدةٌ بالقدر الذي يجعل الوصول إليها مستحيلًا.
حاولت أن أجد تفسيرًا لهذا الانجذاب، لهذا الإحساس العميق الذي ينمو بصمت. أهو الإخاء؟ أهو الصداقة؟ أم أنه شيء آخر لا أجرؤ على تسميته؟ كنت أعلم أن هناك سرًا، قيدًا غير مرئي، حاجزًا لم أكن أرى ملامحه بوضوح.
ثم أدركت الحقيقة… كانت هناك رابطةٌ مقدسة تحيط بها، سورٌ من الوفاء والحلال، يجعل أي خطوةٍ نحوها خطيئةً لا تليق بي ولا بها. عندها فقط، لم يكن أمامي سوى الاختيار الأصعب… أن أغادر عالمها، أن أطفئ ما أشعلته الأيام، وأحمل عشقي بعيدًا، حيث لا يصبح محرمًا ولا مستحيلًا.